كثُر الحديث في الآونة الاخيرة عن أن سبب انقطاع الكهرباء الشامل الذي حصل في الأردن يوم الجمعة الماضي الموافق 21/05/2021 والذي استمر تقريبًا 4 ساعات، يعود بطريقة أو بأخرى إلى زيادة مساهمة الطاقة المتجددة على الشبكة، ما أوحى أن الطاقة المتجددة قد تكون هي السبب.
حسب ما ذكر بعض الخبراء، أن السبب قد يكون دخول كميات كبيرة من الطاقة المتجددة على الشبكة (خاصةً الطاقة الشمسية وطاقة الرياح)، وبالمقابل كان هنالك انخفاض في الطلب يوم الجمعة لكونه يوم عطلة والطقس كان جيدا، فبالتالي توليد الطاقة الشمسية كان مرتفعا بالإضافة لتواجد الرياح مما أدى إلى ارتفاع الطاقة المنتجة من الرياح. فحلل البعض بأن السبب وراء زيادة الإنتاج هو الطاقة المتجددة ولكن لا علاقة لانقطاع الكهرباء بذلك.
الحقيقة هي أنه قد أصبح هنالك عدم مواءمة بين الطلب والإنتاج وأن سبب الخطأ الحاصل غالباً قد يعود لخطأ بشري. إذ انه ربما قد يعود السبب في ذلك الى أن الأشخاص المتواجدين في غرفة التحكم لم ينتبهوا إلى كميات الطاقة المتولدة والمستهلكة، وأن عدم الاستقرار في الشبكة يعود إلى خلل في المواءمة بين الطلب والإنتاج.
يوجد هنالك العديد من دول العالم التي تكون فيها مساهمة الطاقة المتجددة أضعاف ما ننتجه في الاردن، إذ يوجد هناك بعض الدول الأوروبية التي قد تصل مساهمة الطاقة المتجددة فيها إلى 70 % من إجمالي إنتاج الطاقة الكهربائية ولم تواجه هذه الدول أي انقطاعات أو مشكلات في التزويد الكهربائي.
يبدو أن التنبؤات والمراقبة لإنتاج الطاقة (التقليدية والمتجددة) يوم الجمعة الماضي لم تكن سليمة، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي.
وهنالك بعض التفسيرات التي ذكرت بأن الطلب على الطاقة الكهربائية يوم الجمعة أعلى من المتوقع ولم يكن هنالك تشغيل لمحطات اضافية من الطاقة التقليدية أو تزويد للطاقة الكهربائية من الخط المصري، مما أدى لحصول نقص في التزويد الكهربائي وعدم استقرار في الشبكة الكهربائية ونتج عنه الانقطاع الكهربائي الكلي.
في ظل محدودية المعلومات – حيث إن هنالك نقصا في المعلومات الواردة من شركة الكهرباء الوطنية-، يوجد هنالك أحد تفسيرين لما حدث:
كان الإنتاج الكهربائي أعلى من الطلب، وهذا الإنتاج العالي يحتاج إلى مراقبة من موظفي شركة الكهرباء الوطنية في غرفة التحكم، إذ يتطلب عمل مواءمة بين الإنتاج والطلب ليكون هنالك استقرار في الشبكة الكهربائية. وأن عدم المواءمة في هذا الظرف أدى إلى خلل في الشبكة وانقطاع التيار الكهربائي بشكل شامل.
أو كان الإنتاج الكهربائي أقل من الطلب، إذ لم يكن هنالك تشغيل لمحطات التوليد التقليدية بسرعة تؤدي إلى تغطية النقص الحاصل في الطاقة الكهربائية ولم يستطع ايضا خط الربط الكهربائي من مصر تغطية النقص الحاصل، مما أدى بدوره إلى عدم استقرار الشبكة.
بالتالي، في كلتا الحالتين لا توجد هنالك علاقة للطاقة المتجددة وزيادة مساهمتها على الشبكة الكهربائية في الانقطاع للتيار الكهربائي الشامل وان السبب غالبا قد يكون خطأ بشريا في المواءمة بين الانتاج والطلب.
رئيس الكلية الجامعية الوطنية للتكنولوجيا وعضو هيئة تدريس في قسم الهندسة الميكانيكة في الجامعة الأردنية ومؤسس برنامج ماجستير الطاقة المتجددة في الجامعة الأردنية.