التقى جلالة الملك عبدالله الثاني، بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، في العقبة اليوم الأحد، مع ممثلي المجتمع المحلي في محافظة العقبة، من أعيان ونواب ورئيس وأعضاء مجلس المحافظة ورؤساء البلديات فيها.
وقال جلالة الملك، خلال اللقاء، الذي حضره رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز، "تحياتي لأهلي وربعي في محافظة العقبة"، مشيرا جلالته إلى أنه سيجتمع مع أهل الجنوب خلال الشهور المقبلة، للوقوف على المشاكل في المنطقة.
وفي تعليق لجلالته حول مداخلة بخصوص السلام والقضية الفلسطينية، شدد جلالة الملك على مواقف الأردن الثابتة والمبدئية في هذا الصدد. وبين جلالة الملك أنه وخلال اجتماعه مع مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة، وجه لوضع خطة للعام 2020، لتحسين السياحة والصناعات وتطوير المطار، بما يسهم في التخفيف عن الأهل والحد من الفقر والبطالة بأقصى سرعة، مؤكدا جلالته على إمكانيات العقبة ليس للأردن فقط، وإنما للإقليم.
ولفت جلالة الملك إلى أهمية تشكيل فرق عمل للمتابعة، من المؤسسات المعنية والأهالي، لتطوير المنطقة، وتوفير فرص العمل، والسير بالاتجاه الصحيح.
وأشار جلالة الملك إلى أهمية إيجاد حل لتحديات الطاقة، للمضي قدما في تطوير الصناعات والفنادق والسياحة.
وبين جلالته أن هناك خطة من الحكومة وسلطة منطقة العقبة لتطوير النقل داخل العقبة، ومع باقي المدن، لافتا جلالته إلى أهمية مناطق الجنوب ووادي عربة لإقامة المشاريع الزراعية.
وأكد جلالة الملك أهمية إشراك مجالس المحافظات ومؤسسات المجتمع المدني في التعديلات على مشروع قانون مجالس المحافظات.
من جهتهم، عبر ممثلو المجتمع المحلي في محافظة العقبة، خلال اللقاء، عن اعتزازهم بمواقف جلالة الملك الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، من منطلق الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات، وكذلك مواقف جلالته في الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية.
وأعربوا عن تقديرهم لجلالة الملك على حرصه على التواصل مع أبناء وبنات الوطن، والاستماع إليهم وتلمس احتياجاتهم، والارتقاء بمستوى معيشة المواطنين، مشددين على وقوفهم صفاً واحداً خلف القيادة الهاشمية الحكيمة في الدفاع عن الوطن وصون منجزاته.
ورحب محافظ العقبة حجازي عساف باسم جميع الفعاليات الرسمية والشعبية بزيارة جلالة الملك إلى العقبة، التي لطالما حظيت بالرعاية والاهتمام الملكي بهدف النهوض بمستوى المنطقة وإيجاد بيئة استثمارية قادرة على استقطاب رؤوس الأموال، وجعل المحافظة مقصداً استثمارياً وسياحياً، ومركزاً إقليميا متطوراً.
وبين رئيس غرفة تجارة العقبة، ورئيس غرفة تجارة الأردن، العين نائل الكباريتي، أن منطقة العقبة الخاصة بدأت بقانون عصري لجذب الاستثمار والمستثمر، وإقامة المشاريع العمرانية والنشاط الاقتصادي والمدن الصناعية، وميناء لوجستي مميز، لتصبح العقبة وفقا لرؤية جلالة الملك مدينة ذات بعد اقتصادي، وأنموذجا يحتذى به لمستقبل المدن في المملكة.
وأشار إلى أن استمرار مسيرة الإنجاز والازدهار، يجب أن يرافقها استقرار القوانين والتعليمات الجمركية والضريبية، لتكون هناك استراتيجية واضحة العناصر والمعالم، وإلزام الحكومة بذلك.
وقال إنه وبفضل التوجيهات الملكية بدأت سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة بتخصيص ووضع أسس مبدئية لتوزيع الأراضي على أهل العقبة.
ودعا الكباريتي إلى أن تكون أولوية التوظيف في جميع المؤسسات العاملة في العقبة لأبنائها للتخفيف من معدلات البطالة فيها، مثلما طالب بإقامة مستشفى حكومي لتلبية احتياجات الخدمات الصحية في المحافظة.
وعبر النائب عواد الزوايدة في كلمته التي ألقاها نيابة عن نواب بادية العقبة، عن فخره واعتزازه بالقيادة الهاشمية الحكيمة، ومواقف جلالة الملك في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لتزويد الأردنيين بمختلف الأدوات التي تمكّنهم من المساهمة في تطوير أنفسهم ووطنهم.
وأشار إلى ما ينعم به الأردن من استقرار سياسي وأمني بفضل القيادة الهاشمية الحكيمة، التي جمعت مختلف أطياف الشعب الأردني بتماسك وتناغم كبيرين، مشيدا بجهود جلالة الملك ومساعيه الحثيثة في تحسين مستوى معيشة المواطنين.
وطالب بإنشاء إقليم تنموي سياحي في منطقة وادي رم، لأهمية هذا المكان في رفد الدخل القومي الوطني، إلى جانب توجيه المستثمرين لتنفيذ مشاريع هادفة في مناطق البادية الجنوبية، وتوزيع وحدات زراعية في وادي عربة والجفر والمدورة وباقي مناطق البادية الجنوبية.
وثمن النائب إبراهيم أبو العز في كلمته التي ألقاها نيابة عن نواب مدينة العقبة، الزيارة الملكية التي تعكس مدى التواصل والتلاحم بين القائد وشعبه، مشيداً بمواقف جلالة الملك وجهوده الدؤوبة في تعزيز مسيرة بناء الوطن، والارتقاء بمستوى معيشة المواطنين، والدفاع عن قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، من منطلق الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات.
وأكد خلال حديثه وقوف الأردنيين صفاً واحداً خلف القيادة الهاشمية الحكيمة في الدفاع عن الوطن وصون منجزاته، مشدداً على أن الأردن سيبقى قوياً منيعاً أمام مختلف التحديات الإقليمية والدولية.
وبين أنه بالرغم من ما يعانيه الوطن من ظروف اقتصادية، إلا أننا نرى الأمل من خلال جهود جلالة الملك وتوجيهاته المستمرة للمعنيين لجذب الاستثمارات والمحافظة عليها، ما يستدعي قيام السلطة التنفيذية بتسهيل الإجراءات والبعد عن البيروقراطية، وتخفيض كلفة الطاقة، وتأهيل الشباب وتدريبهم، وإيجاد التشريعات التي تحفز الاقتصاد الوطني.
ودعا إلى أهمية دعم القطاع السياحي لما له من مردود على الاقتصاد، والنهوض بواقع خدمات الرعاية الصحية في العقبة، وإنشاء مستشفى حكومي يلبي حاجة المحافظة ويراعي تزايد عدد سكانها، ودعم مستشفى الأمير هاشم بن عبدالله الثاني بمختلف التخصصات الطبية.
وفي كلمة لمقررة تجمع لجان المرأة نداء الشويخ، طالبت بزيادة عدد سنوات التقسيط على السيدات للأراضي التي تم توزيعها من قبل مفوضية العقبة، بتوجيهات جلالة الملك على أبناء العقبة، ودعم المشاريع في مناطق الجنوب بهدف تمكين السيدات فيها.
ولفتت إلى أن تجمع لجان المرأة في العقبة أصبح يقدم الاستشارات القانونية والنفسية والاجتماعية للأسر، مشيرة إلى ضرورة تمكين السيدات اقتصاديا، وتوعيتهن بخصوص حصولهن على القروض.
كما أشارت إلى ضرورة دعم المشاريع السياحية في العقبة وفي الجنوب، والاستفادة من التنوع السياحي في المنطقة، مؤكدة أهمية دور المرأة، والشباب والشابات في مواصلة مسيرة البناء والتقدم في الوطن.
وقدّر رئيس مجلس محافظة العقبة محمد الزوايدة عالياً الزيارة الملكية للعقبة، ثغر الأردن الباسم، والتي يدرك أبناؤها مكانة هذه المحافظة في وجدان القائد، فضلاً عن كونها مشروع جلالته الأول في تطبيق اللامركزية.
وعبر عن سعادة أبناء العقبة بأنهم أول من حمل مشروع اللامركزية الذي تأتّى برؤية ملكية، حيث كانت خطوة في الاتجاه الصحيح نحو الإصلاح السياسي والاقتصادي الحقيقي، والتي لمس أثرها المواطن.
وبين الزوايدة أن الممارسة العملية للامركزية، أظهرت بعض التحديات التي تستدعي تطوير بعض نصوص القانون بما يخدم هذا المشروع، ومنها؛ نقل الصلاحيات من الوزارات للمديريات المعنية في المحافظات، إلى جانب إشراف مجلس المحافظة ومتابعته على المشاريع التي تُقر من المجلس لضمان إنجازها بالوقت المحدد، إضافة إلى تحديد مرجعية حقيقية لمجالس المحافظات تضمن استقرارها وديمومة عملها.
وتحدث رئيس بلدية القويرة عبدالله النجادات في كلمته التي ألقاها نيابة عن بلديات العقبة، عن التحديات التي تواجه بلديات المحافظة، وحاجتها للدعم المباشر لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في مناطقها.
واقترح مجموعة من الخطوات التي من شأنها تعزيز التنمية، أهمها؛ إيجاد توجه حقيقي للمؤسسات التنموية الرسمية في دعم إنشاء مناطق تنموية ومصانع في مناطق البادية، وتوجيه جهات داعمة للمواطنين في وادي عربة لاستثمار الوحدات الزراعية التي تم توزيعها على المواطنين بالشكل الأمثل، وفصل تداخل الصلاحيات في المناطق السياحية بين سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ووزارة السياحة والآثار، وإيجاد مشاريع فاعلة لتشغيل الشباب المتعطلين عن العمل، وتوفير مصادر تمويل للمشاريع الصغيرة لقطاع الشباب، وتوسيع المساحات التنظيمية داخل مناطق البلديات.
وفي مداخلات للحضور، استعرضوا مجموعة من المطالب، حيث تحدث عضو مجلس المحافظة ماجد يوسف عمرو عن أهمية وجود برامج لتمكين الشباب سياسيا، والمشاركة في صنع القرار، وبرامج لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
وأكدت النائب عليا أبو هليل أهمية تمكين المرأة، وضرورة أن تكون ممثلة في مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، مشيرة إلى أهمية إنشاء صندوق لدعم المشاريع الريادية والسياحية للمرأة في العقبة، إضافة إلى فتح التراخيص للأعمال المنزلية للمرأة بهدف تمكينها وتوفير فرص عمل والحد من الفقر والبطالة.
ولفتت عضو مجلس المحافظة، أروى الجارحي، إلى أهمية دور الشباب في الإصلاح السياسي، وأهمية مجالس المحافظات في التنمية والتطوير.
وأكدت أهمية دعم الرياديين والمبدعين في المحافظة وضرورة تمكينهم، من خلال إنشاء حاضنة أعمال، مشيرة إلى أن العقبة تزخر بالطاقات الشبابية الرياضية، ما يؤكد أهمية دعم الرياضة والأندية التي تحتضن الشباب حتى يحققوا إنجازات مشرفة للأردن.
وأعربت عضو مجلس المحافظة عالية الكباريتي عن تقدير أبناء العقبة لزيارة جلالة الملك، مشيرة إلى أهمية إقامة مشاريع استثمارية صغيرة ومتوسطة للحد من الفقر والبطالة، وتسهم في تشغيل الشباب، وضرورة تطوير الخدمات الصحية في المحافظة، ورفد مستشفى الأمير هاشم بن عبدالله الثاني بالتخصصات والتجهيزات الطبية اللازمة.
ولفت النائب محمد الرياطي إلى أن هناك دراسة أعدها لمعالجة موضوع الطاقة، وقدم مقترحا يتعلق بتأهيل أبناء العقبة للعمل في تخصصات مهنية يحتاجها سوق العمل كالمقاولات والإنشاءات، وتقديم حوافر لهؤلاء الشباب من خلال ربطهم بحصولهم على قطع أراض.
حضر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومستشار جلالة الملك للاتصال والتنسيق، ومستشار جلالة الملك لشؤون العشائر، ومستشار جلالة الملك للسياسات والإعلام، ووزير الداخلية، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، ورئيس مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة. وأقام جلالة الملك مأدبة غداء تكريما للحضور ووجهاء وممثلين عن محافظة العقبة.
وفي اجتماع، قبيل اللقاء مع ممثلين عن المجتمع المحلي في العقبة، بحضور مستشار جلالة الملك لشؤون العشائر، ووزير الداخلية، ومحافظ العقبة، تقدم عدد من الحضور بجملة مطالب شملت إقامة مستشفى حكومي في العقبة، ودعم مستشفى الأمير هاشم بن عبدالله الثاني بالتخصصات الطبية، وأن تكون أولوية التعيينات في مفوضية العقبة لأبنائها، وإعادة النظر في قانون مجالس المحافظات، وإشراك مجالس المحافظات فيها.
كما تضمنت المطالب شمول الأسر الفقيرة بالتأمين الصحي، والتخفيف من معاناة مرضى السرطان من حيث التنقل إلى عمان، وصيانة المدارس الحكومية، وإنارة الطريق وتوسعته من مثلث رم إلى مركز زوار وادي رم، وترخيص المخيمات في وادي رم.
وفيما يتعلق بمنطقة وادي عربة، شملت المطالب وضع استراتيجية تنموية للمنطقة ودعم المشاريع السياحية فيها، وإنشاء صندوق لدعم المشاريع الصغيرة، وتوزيع الأراضي لأغراض السكن والزراعة، وإقامة مستشفى حكومي، وتدريب وتأهيل الشباب للحد من البطالة.