معلومات التواصل

نقابة عمالية تسعى الى رفع كفاءة العمال والمهنة وتحسين شروط العمل من خلال تحديث وتطوير التشريعات العمالية وابرام الاتفاقيات الجماعية من خلال الحوار الاجتماعي

الجمعة.. حظر وحر وعمال مجهولون في مواجهة أعطال الكهرباء

  • 9/8/2020
  • النقابة العامة للعاملين بالكهرباء بالأردن

هكذا كان الحال يوم الجمعة، مواطنون حبيسون في منازلهم بسبب حظر تجول شامل عانوا من درجات حرارة غير مسبوقة فلا استغناء عن التبريد بأي طريقة تعتمد على الكهرباء، لكن انقطاع التيار الكهربائي يعني تحول البيت إلى “فرن كبير”.
الشمس الحارقة يوم الجمعة ودرجات الحرارة الخانقة منحت عذرا مشروعا لشكوى وتذمر مواطنين من انقطاع التيار الكهربائي، فالأغلبية العظمى تعتمد على “المراوح” للتبريد فيما تعتمد فئة محدودة من الناس على مكيفات الهواء.
في المقابل كان هناك على الطرف الآخر جنود مجهولون يتنقلون في لهيب الشمس الحارقة في الميدان لحل أسباب هذه الشكاوى في ظل حظر تجول زاد معاناتهم في توفير أبسط المتطلبات “المياه الباردة”.
وكان للحظر الشامل الذي فرضته الحكومة على الناس يوم الجمعة في عمان والزرقاء وقع إضافي على نفوسهم فلا سبيل إلا للبقاء في المنزل في مواجهة لهيب الصيف في أيلول(سبتمبر)!!
أحمد مصطفى أحد المشتركين الذي قطع عنهم التيار في الحي الذي يسكنه في منطقة طبربور يوم الجمعة الماضي، وصف الحال بأن البيت تحول إلى فرن بسبب توقف المكيف والمراوح عن العمل وقت الظهيرة، عندما تجاوزت الحرارة في الخارج في ذلك الوقت 43 مئوية.
“الوضع كان لا يطاق وكأن الأوكسجين فقد من الجو، ولم يكن بمقدرونا الهرب من المنزل إلى أي مركز تجاري أو عند أقرب الناس لنا بسبب الحظر الشامل في عمان” يقول أحمد.
ويشير إلى انهم ابلغوا عن الانقطاع لدى مركز الطوارئ في الشركة التي ابلغتهم بأن عطلا حصل على محول المنطقة نتيجة الأحمال العالية جدا وأنه قيد الإصلاح”.
مدير خطة الطوارئ في شركة الكهرباء الأردنية م. محمد سعيفان قال “لدى الشركة مركز اتصال لديه القدرة على استقبال 180 مكالمة في آن واحد حيث يتم استقبال شكوى المشترك وتحويلها فورا لاقرب فرقة صيانة في الميدان إلى موقعه، لتقوم هذه الفرقة بدورها بالتواصل مع المشترك والتوجه إليه لمعرفة طبيعة العطل وإصلاحه بأقصى سرعة ممكنة.
وبين ان الاعطال متنوعة ما بين فردية وجماعية وان مدة إعادة التيار تختلف بحسب طبيعة العطل فبعض الأعطال تعاد في 15 دقيقة فيما يتطلب الأمر للبعض الآخر عدة ساعات نظرا لحجم العطل وحاجته إلى اجراءات فنية معينة.
وأشار إلى أن زيادة درجات الحرارة ترفع بطبيعة الحال الأحمال وهو أمر مبرر في ظل الدرجات غير المسبوقة، مؤكدا ان الشركة تقدر ضرورة إعادة التيار بأقصى سرعة، إلا أن بعض الأعطال خصوصا الناتجة عن السرقة تتسبب بتلف كبير للاسلاك والمغذيات مما يتطلب اصلاحها وقتا أطول.
وأشار إلى أن أطول مدة عطل يوم الجمعة سجلت في طبربور ووصلت إلى 4 ساعات كان العمل جاريا على إعادة التيار للمشتركين بشكل تدريجي خلال هذه المدة حيث تم استبدال محول تالف خلال هذه المدة.
وبين أن ظروف يوم الجمعة كانت قاسية على العاملين في الميدان بسبب درجات الحرارة المرتفعة جدا خصوصا وان هذه الفرق كانت تجوب الشوارع بسياراتها خلال هذه المدة وتلقي الشكاوى الكثيرة ، مبينا انه ولظروف الحظر الشامل حصلت الشركة على تصاريح تنقل لـ 650 فنيا ومهندسا فقط في عمان والزرقاء مقابل عدد كبير جدا من الأعطال اضطروا وحدهم للتعامل معها.
شادي الجريري هو رئيس فرقة فنية عملت طيلة يوم الجمعة وصف صعوبة العمل بقوله أنه ورغم تأميننا بكل ما نحتاج للعمل من قبل الشركة من معدات ولوازم سلامة عامة، إلا ان الحرارة والحظر الشامل صعبت العمل، فلم “نكن نجد حتى بقالة لنشتري الماء البارد، غير ان تعاون الأهالي والمشتركين الذين كنا نصل إليهم هون كثيرا من هذه الصعوبات حيث كانوا يقدمون لنا العصير والماء”.
اضطررنا للعمل بظروف صعبة بسبب اشتراطات السلامة العامة والآلية المتبعة للعمل في مثل الظروف الجوية الحالية بحسب الجريري الذي أكد انهم لا يجلسون في أي مباني وانما في سيارات الشركة يتنقلون من منطقة لأخرى بحسب موقع الاعطال ما يجعل العمل في هذه الظروف مرهقا جدا للطواقم ما يضطرهم إلى التبديل بين الفرق من وقت لآخر.
وفي مقابل تعاون الكثير من المشتركين وتقديرهم للعمل الذي يقومون فيه، قال الجريري إن “الفرق تواجه أحيانا البعض الآخر الذي يقابلهم بحدة وبلوم كبير” مؤكدا ان هؤلاء نعذرهم ايضا بسبب ظروف الجو والحظر التي تفوق قدرتهم على التحمل.

.